حوار مع يابانية أمضت نصف عمرها تبحث عن الخالق
- درست أديانا وعلوما وفلسفات كثيرة فلم يرو عطشي إلا الإسلام.
- غالبية اليابانيين اليوم بلا عقيدة ولا يعرفون سوى لغة العلم.
- لا أهمية للعقود في اليابان لأنه لا توجد النوايا السيئة.
- السر الخفي في اليابان هو 'روح ياماتو'.
- البوذية والشنتوية موجودتان في اليابان بشكل ضعيف.
- صورة الإسلام في اليابان مشوهة.. والسبب وسائل الأعلام الغربية.
- المفاهيم الغربية بدأت تتسلل إلى الحياة الاجتماعية في اليابان.
- سأخاطب اليابانيين من خلال الإعجاز العلمي الموجود في القرآن.
حاورتها/منى محروس
مفكرة الإسلام: الكاتبة والشاعرة اليابانية 'سوي أورا' عضو نادي الكتابة الدولي وعضو النادي الثقافي الدولي لوزارة الخارجية اليابانية.. تزور مصر الآن بعد أن أعلنت إسلامها بعد رحلة طويلة في البحث عن خالق الكون. وبعدما أسلمت أصبح اسمها 'خديجة'.. وفي هذا الحوار تحكي عن شخصيتها ورحلتها الإيمانية وعن الإسلام والمسلمين في اليابان.
* أين نشأت وكيف كانت طفولتك؟
** ولدت في تايوان عندما كانت إحدى المستعمرات اليابانية وكان والدي مدرسا للطب ولأن عائلتي تنحدر من طبقة الساموراي أي طبقة المحاربين القدماء فقد تربيت في بيت يتميز بالشدة والصرامة من ناحية الاهتمام بالآداب العامة والأخلاق الفاضلة ومع ذلك فقد كانت مشاعر الحب والألفة تجمع بين جميع أفراد الأسرة.
وفي سن الثالثة عشر عدت إلى اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية حيث استقر بي الحال مع أسرتي في مدينة نيهاما في جزيرة شيكوكو وهناك تخرجت من المدرسة الثانوية وعملت كسكرتيرة في شركة سوميتومو للكيماويات ولم يستمر هذا العمل طويلا. وعندما بلغت الثالثة والعشرين من عمري تزوجت من زوجي الذي كان يعمل في بنك وقد توفى منذ فترة ، ولدى ولدان وكل منهما متزوج وله أسرته ، ابني الأكبر يعمل مدير المدرسة التمهيدية للالتحاق بكلية الطب والابن الثاني يشغل منصبا مرموقا في شركة أريكو الأمريكية.. وفيما بعد درست الفلسفة في كلية الآداب جامعة 'كي أو'.
وعملت مديرة للشركة المساعدة للتنظيم الديني .. وقد قمت بتقديم فلسفتي من خلال مجموعة من الكتب عن عالم الغيبيات ودعيت من جهات عديدة لإلقاء محاضرات عنها.
* كيف كانت رحلتك في البحث عن خالق الكون؟
** بدأت رحلتي في البحث عن الحقيقة مبكرة جدا فعندما تفتحت مداركي عند بلوغ سن الرابعة عشر بدأت أتساءل عن ماهية النفس وماهية الحياة وماهية هذه الدنيا إلى غير ذلك من التساؤلات التي كانت تحيرني والتي كنت تواقة لأن أجد لها إجابة.. ولكن مع هذا كان لا بد من الاستمرار في الحياة مع عدم فهم أسس ومكونات تلك الحياة.. ولكنه شيء صعب جداً. فكيف يستطيع الإنسان أن يمضي في الحياة دون أن يعرف فالطفل الذي ترسله أمه لشراء شيء ما لا بد أن يسأل أين يذهب ولماذا؟ فحتى الطفل لا يوافق دون أن يفهم.. ولكن بالرغم من عدم فهم الإنسان أين يتجه في هذه الحياة فإنه يستمر في التقدم.. وبالنسبة لي فقد كنت أريد أن أفهم فلا يوجد مبرر للاستمرار في الحياة دون فهم ولا داعي للموت ما دمنا غير مدركين لمعنى الحياة.
لذلك كله عشت فترة طويلة أعتقد أن الحياة غير ذات قيمة، وفي سن الثامنة والثلاثين سمعت صوتا يناديني يقول لي إن كل المخلوقات عنده سواء وأنه والد المخلوقات جميعا [أنا والدك بل أنا أيضا والد أبوك وجدك ووالد الكون كله.. الكل عندي سواء فاستمري في حياتك واستمري في طريقك كما أنت].. وهكذا فهمت وأدركت الإجابة على تساؤلاتي التي لم يكن لها عندي إجابة حتى ذلك الحين، وفهمت أن الإنسان مخلوق من مخلوقات الله وأن النفس التي يعتقد الإنسان أنها ملك له هي في الحقيقة من صنع خالق الكون وهذا ما يفسر عجز الإنسان عن السيطرة بصورة كاملة على مقدرات نفسه المفتقرة إلى المعرفة، وبعد ذلك وجدت في نفسي رغبة شديدة في معرفة الله.
* لكن هل هناك قراءات لك في مجال الأديان سعيا وراء الإجابة على الأسئلة التي كانت تؤرقك؟
** في اليابان كما في المجتمعات الغربية المتقدمة اعتقاد راسخ بالقدرة المطلقة للعلم لذلك أردت البحث بطريقة علمية موضوعية عن الله.
فدرست العديد من العلوم الصعبة بنهم شديد مثل الفيزياء الحيوية والفيزياء الكهربائية والفيزياء الكونية واكتشفت أن العلم الحديث توصل لأعلى درجات التطور فيما يتعلق بالعالم المادي. كما أنني درست علم النفس وتبحرت فيه سعيا إلى معرفة ذلك الشيء العجيب وهو الإدراك البشري.
وقد درست الديانة الشنتاوية والديانة البوذية والديانة المسيحية كما درست فلسفة ودين الهند والأساطير اليونانية ثم ذهبت للهند بحثا عما في الأديان من هدى يهدي الحائرين.
ثم قررت الذهاب إلى مصر لمزيد من الدراسة عن الله من خلال الآثار المصرية القديمة. وقبل توجهي إلى مصر بثلاثة أيام وجدت بمحض الصدفة مجلة منشور فيها أحد المقالات التي كتبتها، وبعد مقالي، مقال عن الإسلام في اليابان كتبه ياباني مسلم اسمه 'سودا صفا' فقلت في نفسي بما أنني متجهة إلى مصر وهي مجتمع إسلامي فمن المفيد أن استمع عن طبيعة مثل هذا المجتمع فاتصلت بالسيد سودا صفا وطلبت منه اللقاء وبعد حديث طويل معه قال لي رددي ورائي ' أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله' وكان معه اثنان من أصدقائه المسلمين فقالوا نحن شهود على ذلك.
* ماذا كان شعورك عندما حضرت إلى مصر وكيف كان إشهار إسلامك؟
** عندما جئت إلى مصر اندهشت عندما عرفت أنه يوجد بالفعل في هذا العالم من يعتنق فلسفة أورا[تقصد فلسفتها الخاصة ]. وعندما عشت في مصر واقتربت من المجتمع الإسلامي أثار دهشتي العديد من الأشياء منها عندما يرتفع صوت الآذان في المسجد يذهب الرجال للمساجد مهما كانت الظروف ويصطف الجميع في صف واحد حيث تلتقي الأرجل في الأرجل والأكتاف في الأكتاف ولا أحد يعترض عمن يقف بجواره سواء كان يرتدي ملابس جميلة أو عير ذلك وسواء كان هذا الشخص عظيما أم فقيرا كبيرا أم صغيرا فالكل سواء.
والناس يذهبون إلى الصلاة دون أن يكون ذلك إجبارا لهم من أحد أو للحصول على أي مال أو منصب..وحين عرفت ذلك لم أجد صعوبة في الذهاب إلى الأزهر الشريف وفي إشهار إسلامي الذي كنت أحيا به طوال حياتي دون أعي أعرف.
- درست أديانا وعلوما وفلسفات كثيرة فلم يرو عطشي إلا الإسلام.
- غالبية اليابانيين اليوم بلا عقيدة ولا يعرفون سوى لغة العلم.
- لا أهمية للعقود في اليابان لأنه لا توجد النوايا السيئة.
- السر الخفي في اليابان هو 'روح ياماتو'.
- البوذية والشنتوية موجودتان في اليابان بشكل ضعيف.
- صورة الإسلام في اليابان مشوهة.. والسبب وسائل الأعلام الغربية.
- المفاهيم الغربية بدأت تتسلل إلى الحياة الاجتماعية في اليابان.
- سأخاطب اليابانيين من خلال الإعجاز العلمي الموجود في القرآن.
حاورتها/منى محروس
مفكرة الإسلام: الكاتبة والشاعرة اليابانية 'سوي أورا' عضو نادي الكتابة الدولي وعضو النادي الثقافي الدولي لوزارة الخارجية اليابانية.. تزور مصر الآن بعد أن أعلنت إسلامها بعد رحلة طويلة في البحث عن خالق الكون. وبعدما أسلمت أصبح اسمها 'خديجة'.. وفي هذا الحوار تحكي عن شخصيتها ورحلتها الإيمانية وعن الإسلام والمسلمين في اليابان.
* أين نشأت وكيف كانت طفولتك؟
** ولدت في تايوان عندما كانت إحدى المستعمرات اليابانية وكان والدي مدرسا للطب ولأن عائلتي تنحدر من طبقة الساموراي أي طبقة المحاربين القدماء فقد تربيت في بيت يتميز بالشدة والصرامة من ناحية الاهتمام بالآداب العامة والأخلاق الفاضلة ومع ذلك فقد كانت مشاعر الحب والألفة تجمع بين جميع أفراد الأسرة.
وفي سن الثالثة عشر عدت إلى اليابان بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية حيث استقر بي الحال مع أسرتي في مدينة نيهاما في جزيرة شيكوكو وهناك تخرجت من المدرسة الثانوية وعملت كسكرتيرة في شركة سوميتومو للكيماويات ولم يستمر هذا العمل طويلا. وعندما بلغت الثالثة والعشرين من عمري تزوجت من زوجي الذي كان يعمل في بنك وقد توفى منذ فترة ، ولدى ولدان وكل منهما متزوج وله أسرته ، ابني الأكبر يعمل مدير المدرسة التمهيدية للالتحاق بكلية الطب والابن الثاني يشغل منصبا مرموقا في شركة أريكو الأمريكية.. وفيما بعد درست الفلسفة في كلية الآداب جامعة 'كي أو'.
وعملت مديرة للشركة المساعدة للتنظيم الديني .. وقد قمت بتقديم فلسفتي من خلال مجموعة من الكتب عن عالم الغيبيات ودعيت من جهات عديدة لإلقاء محاضرات عنها.
* كيف كانت رحلتك في البحث عن خالق الكون؟
** بدأت رحلتي في البحث عن الحقيقة مبكرة جدا فعندما تفتحت مداركي عند بلوغ سن الرابعة عشر بدأت أتساءل عن ماهية النفس وماهية الحياة وماهية هذه الدنيا إلى غير ذلك من التساؤلات التي كانت تحيرني والتي كنت تواقة لأن أجد لها إجابة.. ولكن مع هذا كان لا بد من الاستمرار في الحياة مع عدم فهم أسس ومكونات تلك الحياة.. ولكنه شيء صعب جداً. فكيف يستطيع الإنسان أن يمضي في الحياة دون أن يعرف فالطفل الذي ترسله أمه لشراء شيء ما لا بد أن يسأل أين يذهب ولماذا؟ فحتى الطفل لا يوافق دون أن يفهم.. ولكن بالرغم من عدم فهم الإنسان أين يتجه في هذه الحياة فإنه يستمر في التقدم.. وبالنسبة لي فقد كنت أريد أن أفهم فلا يوجد مبرر للاستمرار في الحياة دون فهم ولا داعي للموت ما دمنا غير مدركين لمعنى الحياة.
لذلك كله عشت فترة طويلة أعتقد أن الحياة غير ذات قيمة، وفي سن الثامنة والثلاثين سمعت صوتا يناديني يقول لي إن كل المخلوقات عنده سواء وأنه والد المخلوقات جميعا [أنا والدك بل أنا أيضا والد أبوك وجدك ووالد الكون كله.. الكل عندي سواء فاستمري في حياتك واستمري في طريقك كما أنت].. وهكذا فهمت وأدركت الإجابة على تساؤلاتي التي لم يكن لها عندي إجابة حتى ذلك الحين، وفهمت أن الإنسان مخلوق من مخلوقات الله وأن النفس التي يعتقد الإنسان أنها ملك له هي في الحقيقة من صنع خالق الكون وهذا ما يفسر عجز الإنسان عن السيطرة بصورة كاملة على مقدرات نفسه المفتقرة إلى المعرفة، وبعد ذلك وجدت في نفسي رغبة شديدة في معرفة الله.
* لكن هل هناك قراءات لك في مجال الأديان سعيا وراء الإجابة على الأسئلة التي كانت تؤرقك؟
** في اليابان كما في المجتمعات الغربية المتقدمة اعتقاد راسخ بالقدرة المطلقة للعلم لذلك أردت البحث بطريقة علمية موضوعية عن الله.
فدرست العديد من العلوم الصعبة بنهم شديد مثل الفيزياء الحيوية والفيزياء الكهربائية والفيزياء الكونية واكتشفت أن العلم الحديث توصل لأعلى درجات التطور فيما يتعلق بالعالم المادي. كما أنني درست علم النفس وتبحرت فيه سعيا إلى معرفة ذلك الشيء العجيب وهو الإدراك البشري.
وقد درست الديانة الشنتاوية والديانة البوذية والديانة المسيحية كما درست فلسفة ودين الهند والأساطير اليونانية ثم ذهبت للهند بحثا عما في الأديان من هدى يهدي الحائرين.
ثم قررت الذهاب إلى مصر لمزيد من الدراسة عن الله من خلال الآثار المصرية القديمة. وقبل توجهي إلى مصر بثلاثة أيام وجدت بمحض الصدفة مجلة منشور فيها أحد المقالات التي كتبتها، وبعد مقالي، مقال عن الإسلام في اليابان كتبه ياباني مسلم اسمه 'سودا صفا' فقلت في نفسي بما أنني متجهة إلى مصر وهي مجتمع إسلامي فمن المفيد أن استمع عن طبيعة مثل هذا المجتمع فاتصلت بالسيد سودا صفا وطلبت منه اللقاء وبعد حديث طويل معه قال لي رددي ورائي ' أشهد أن لا إله إلا الله واشهد أن محمدا رسول الله' وكان معه اثنان من أصدقائه المسلمين فقالوا نحن شهود على ذلك.
* ماذا كان شعورك عندما حضرت إلى مصر وكيف كان إشهار إسلامك؟
** عندما جئت إلى مصر اندهشت عندما عرفت أنه يوجد بالفعل في هذا العالم من يعتنق فلسفة أورا[تقصد فلسفتها الخاصة ]. وعندما عشت في مصر واقتربت من المجتمع الإسلامي أثار دهشتي العديد من الأشياء منها عندما يرتفع صوت الآذان في المسجد يذهب الرجال للمساجد مهما كانت الظروف ويصطف الجميع في صف واحد حيث تلتقي الأرجل في الأرجل والأكتاف في الأكتاف ولا أحد يعترض عمن يقف بجواره سواء كان يرتدي ملابس جميلة أو عير ذلك وسواء كان هذا الشخص عظيما أم فقيرا كبيرا أم صغيرا فالكل سواء.
والناس يذهبون إلى الصلاة دون أن يكون ذلك إجبارا لهم من أحد أو للحصول على أي مال أو منصب..وحين عرفت ذلك لم أجد صعوبة في الذهاب إلى الأزهر الشريف وفي إشهار إسلامي الذي كنت أحيا به طوال حياتي دون أعي أعرف.